كنا خمس فتيات نكون شلة رائعة وقريبة من بعضها في كل شيئ وقد كان ثلاث منا متشابهون في الشكل لدرجة أنهم كانوا يخلطون بيننا أحيانا , كنا نكون خليطا جميلا عشنا أجمل الأيام في كليتنا يوما بيوم نتشارك الضحك والألم والاستهبال والأفكار والنصح والدراسة , فرقتنا الظروف والمسافات فمنذ أربع سنوات افترقت عنهن لانتقالي وعائلتي إلى الرياض وتركت ورائي صديقاتي ومدينتي وبيتي الحبيب لننتقل إلى حياة مختلفة جدا هنا ..
لم أكن سعيدة في البداية في أن أخرج لأكون صداقات جديدة في مدينة جديدة لكنهن لم يتركوني وكأنهم أحسوا بقلقي فاجؤني في منزلي أثناء نومي بعد إتفاقهم مع أختي الكبرى وأمي بقدومهم محملين بالهدايا قبل يوم سفري وقد أرفقوها بأجمل كلمات تعدني بعدم النسيان وتهددني إن فعلت ذلك ثم قاموا بعمل حفل وداع كبير لي في منزل إحداهن .. كان يوما جميلا جدا ولكني زدت تعاسة بتفكيري بترك هذه الصحبة الرائعة الوفية إلى المجهول ..
بعد فترة تتالى زواجنا جميعا وقد وافقت أفكارنا أحلامنا ومع ذلك لم يتوقف التواصل بيني وبينهم نظرا لبعد مكاني عنهم وانشغالنا بحياتنا الجديدة ولم تتوقف الاتصالات في كل حين حتى مع عدم رؤيتنا لبعضنا البعض إلا مرة واحدة خلال هذه الأربع سنوات عندما ذهبت مفاجأة إلى عقد قران صديقتي وقد صادف اجتماعات عمل لوالدي في جدة.. فيما بعد تفرقوا في الأماكن فمنهم من ذهب لأمريكا للدراسة (ومن الصدف أن المدينة التي تدرس بها هي نفسها التي وضعوها لي لكن لم يكتب لي الذهاب) ومنهم من ذهب لينبع ومع ذلك قويت صداقتنا أكثر وأكثر ولم نجعل الظروف تحاول كسرنا أو إبعادنا وحاولنا أن نعلم أخبار بعضنا دائما .. سعدت بأخبار إنجاب ثلاث منهن طفلا وتشوقت لأرى أطفال صديقاتي فلا أصدق وهم أيضا أنهن أصبحن أمهات وربات منزل..
أكتب هذا وأنا في غاية السعادة فبإذن الله سوف ألقاهم بعد طول فراق هذا الخميس بتاريخ 3/7/2008 في جدة في منزل إحداهم وقد جمعتهم بأكملهم .فصديقتي عادت في إجازة من أمريكا وبين يديها طفلة رائعة وصديقتي الأخرى متزوجة حديثا ستأتي من ينبع لأجل هذا الاجتماع والأخرى تسكن في جدة وستأتي بإذن الله .. سأذهب إلى مكة أولا لأداء العمرة وسأستغل ذلك لزيارة صديقاتي العزيزات إلى قلبي ..
أشكر من سمح لي بزيارتهم من كل قلبي ..