في العادة يصيب الكثير الخجل من موضوع النظرة الشرعية إلى حد الصمت التام مما يزيد الحرج حتى لا يستطيعون النظر لبعضهما .. ويخرج الرجل وهو حائر هل أعجبته أم لا .. والفتاة ربما لم تر منه إلا هيئته عند دخوله ومن ثم سمرت عينيها في تفاصيل السجاد أو الرخام .
حتى صوتها لم يسمعه أو ربما سمع كلمة الحمد لله بخير بصوت خافت ..
في ظني الخاص أنه لو حولت هذه الجلسة لمقابلة شخصية بأهم الأسئلة المقلقة لخرجنا ببعض نتائج وعرفنا بعض الأمور ..
لا أقصد مقابلة شخصية مخيفة .. أقصد إدارة الجمل لتصبح كحوار منه يستطيع أن يستشف كلاهما ما يريد ..
سمعت عن بعض النظرات الشرعية التي لا تتجاوز إلا لحظة ومن ثم يخرج ليقول لأمه لم أرها جيدا ولا أعلم أنا حائر ثم تعود الأم لتطلب رؤية أخرى فيرفض والد العروسة محتجا بأن ابنته ليست للفرجة لماذا خرج إذن ؟ (ولا نلومه)..! وآخر قال كيف حالك .. ردت الحمدلله وعيونهم الاثنان برخام الصالون الفخم وكأنهم سيكتشفوا شيئا هناك ثم خرج وهو لا يدري كيف شكلها وكيف حديثها ثم يحدد بطريقة حقرا بقرا.. ! وآخر بحثت والدته عن عروسة تليق به فلما ذهبت لمنزل العروس لم تعجبها الفتاة إطلاقا لكن بما أن هذا الموجود حاليا ولاستعجال ابنها للزواج حددت موعد للنظرة الشرعية رآها الابن وهو في قمة الخجل فهو لم يتعود بحكم التقاليد والدين إلا أن يرى محارمه فلم يتجاوز اللقاء عدة لحظات ورغم أنه كانت له شروط في عروس المستقبل من دين وجمال وثقافة وتلاؤم اجتماعي ولم تكن للفتاة أي منها تزوجا ثم اكتشف أنها لا تلائمه بأي حال من الأحوال ثم افترقا في أقل من ستة أشهر ..! وآخر عندما دخلت العروس ليراها أعماه جمالها عن كل شيئ آخر حتى نسي أن يتكلم في أي شيئ وأصبح تفكيره كله أن يريد هذه الفتاة ولا غيرها بدون أن يتحدث معها جملة واحدة غير السلام والترحيب المعتاد ليجد انها وعاء خاوي مزخرف لا تعلم شيئا عن حياتها ولا مسؤولياتها متطلبة للمال حتى فوق طاقته أفكارها سخيفة وتعامل الكل باستحقار مرورا بوالديه وأهله وفوق هذا فاسدة اجتماعيا وأخلاقيا لينفصلا بعد سنة ..! وهناك البعض من الآباء من يأمرون بناتهم بعدم الحديث بأي كلمة مع الرجل .. أو يقولون للرجل ادخل ألق نظرة واخرج .. زميلتي أيام الكلية تحدثت معي كيف رآها زوجها وقت النظرة الشرعية.. قالت أخبرني أخي أن أدخل وأجلس في نهاية الصالون الضخم وأن لا أتكلم أي كلمة وأن أنزل شعري على جانبي وجهي من الجهتين وأن أحني رأسي إلى الأسفل ...!!! أشعر أن الرجل تعذب في ذلك اليوم حيث جلس في نهاية الصالون من الجهة الأخرى وعندما كلمها لم ترد عليه وحتى لو ردت لن يسمعها فهي بعيدة للغاية .. فقال لأخيها .. لو بالإمكان لو تقترب حتى أراها فأنا لا أرى شيئا وأريد أن أحدثها قليلا فلم يرض الأخ وحتى لو رضي قالت لن أستطيع التحرك بعدما جلست هناك من الحرج .. !
سأتكلم عن نفسي ففي يوم النظرة الشرعية لزوجي قال والدي له اسأل حتى ترتاح لا تجعل في نفسك سؤالا لا تعرف إجابته .. ثم أخبره بأن يخلع ما على رأسه من شماغ وخلافه حتى أراه على طبيعته كما يراني .. (بالمناسبة هذه نقطة مهمة .. الرجل يختلف عند وضعه الشماغ تماما بدونه) دخلت إلى المجلس فأخبرني والدي الحبيب بأن أجلس في أبعد كنبة عنه وكم أحسست ببعد الكنب عني وكأن المسافة طالت أمتارا .. جلست وساقي تشارك يداي بالارتجاف وسمرت عيني على تصميم البلاط أسفلي وعرفت سر تسمر العينين بالبلاط في هذه المواقف وكأن مغناطيسا يشدهما إلى هناك .. فتسمير العينين بالبلاط والارتجاف وهبوط الضغط وتسارع دقات القلب كلها لا إرادية أولا وثانيا لن تجرؤين على رفع عينيك لتلتقي بعينيه فهو بلا شك لديه الفرصة بما أنك تشاهدين بلاط منزلك لأول مرة .. حسنا متى سترينه ؟؟ أنا لا أعلم حسب الرجل إن استطاع كسر هذه الزوبعة فيمكنك مشاهدته .. لكن ماذا فعل والدي .. ؟ حين جلست على الكنبة وكنت لم أتمالك أنفاسي بعد قال ربما هذه الكنبة بعيدة ما رأيك لو جلست في الكنب المجاور لك (طبعا الكلام موجه لخطيبي وقتها).. أنا وقع قلبي في البلاطات إياها أسفلي وأصبت بالدوار فأنا لم أصدق أني جلست بعد أن قطعت تلك الأمتار فكيف سأقترب لأجلس بالكنب المجاور له ..! فقلت ربما يرأف بحالي ويقول لا مشكلة .. لكنه قال أظن لو كانت أقرب يكون أفضل حتى نستطيع أن نتحدث .. بدأت أتخيل أن هذا يحدث لفتاة غيري وأن هذا ليس بحقيقة .. أجبرت نفسي على عبور الأمتار الطويلة وقد نسيت حتى كيف يمشي الناس دون أن ترتطم الأقدام ببعضها وجلست لا أستطيع حتى إيقاف ارتجاف يدي فأمسكت بإحداها الأخرى وانأ أقنع نفسي بأني كبيرة وأني معلمة فما هذه التصرفات الآن وماذا سيقول عني.. رحب بي وسألني الأسئلة المعتادة وواضح أنه محرج من الموقف أيضا أجبته بصوت خرج كالأطفال عندما تسألينهم ما اسمك ؟!! ولم أرفع عيني مطلقا أو إذا رفعتها لأنظر للأمام وليس إليه حيث كان إلى يميني.. ثم بدأ بأسئلة أخرى أكثر من مجرد سلام ومجاملات عن الدراسة و العمل وبعض الأمور.. أخبرني أنه لا مانع أن أكمل دراستي العليا لو أردت أو أن أعمل ويحب أن أحقق طموحاتي سألني إن كانت لدي أحلام أو أمنيات خاصة وسألني ما معنى زواج بالنسبة لي وما معنى أسرة وما معنى مشاركة وماذا تعني لي القوامة أحسست بأمور عدة أولها أنه يحاول كسر الموقف المحرج وثانيها يريد أن يعلم من هي أنا.. فبدأت بالراحة شيئا فشيئا خصوصا عندما أصبحت الأجوبة تحتاج مني إلى شرح وانطلاق فكفت يدي عن الارتجاف ولم ألاحظ وانتظمت دقات قلبي وأحسست بالثقة لأتكلم بهدوء وبترابط لأرفع عيني خلسة إليه وأنا أتكلم فرأيته بلا شماغ يغطي رأسه فاستعجبت من ذلك فمعقول أن يأتي خطيب بلا شماغ (طبعا علمت فيما بعد أن والدي من طلب منه أن يخلعه) و كان يخفض نظره للأسفل بعض الوقت ربما ليتيح لي أن أنظر إليه (يجب عليكم أن تفعلوا ذلك لتتيحوا الفرصة للطرف الآخر) .. بعد عدة أسئلة منه سألته مثلها عن عاداته وتصرفاته وغيرها فمن حقي أن أعرف عنه أمور عدة أيضا .. أنهى أسئلته قائلا هذا فقط ما كنت أريد معرفته ثم أخذ يتحدث بحديث اجتماعي في أمور عدة وبعضها مضحكة ولم يكن يخطر ببالي أن الحديث سينقلب هكذا .. وهذا شيء مفيد آخر .. فهكذا يمكنك معرفة اتجاهات الشخص الذي أمامك وبعض اهتماماته .. انتهى اللقاء أو المقابلة الشخصية أو النظرة أي ما كان اسمها وحمل كل منا ما حدث ليفكر بها مع نفسه ويقرر ..
بعد هذا يصبح الموضوع تقرير مصير وقتها حددي ما هي ايجابياته و ما هي سلبياته وهل تتوافقين معه لتعيشي معه هذه الحياة والعكس بالنسبة للرجل ..
يمكنك أن تحضري ورقة لتتأكدي أكثر .. أنت الآن من ستقرري إما نعم وإما لا .. لا تفكري به كشفقة أو أنه وجب عليك الزواج الآن بما أنه تقدم أو لأنه وسيم أو أنه يعرف كيف يتكلم .. سوف تعيشين مع هذا الشخص هل أنت مقتنعة بالفكرة ؟
هل هذا ما تريدينه ..!
هناك أمور أحب أن أوضحها .. يجب أن تعرفي والأفضل لو سأله والدك أو وليك عن حياته وأصدقائه وسهراته .. هل سافر من قبل وأين ولماذا .. هذا من حقك فربما تتوضح لك أمور من وراء ذلك .. مثلا لو كان من النوع المحب للسهرات و الاستراحات مع أصدقائه ويذهب إليها كثيرا فاعلمي أنه لن يتوقف عن ذلك بعد الزواج هو ليس بفعل حرام لكن هل ستتحملين ذلك .. وطبعا لا يتوقف والدك على جوابه فقط بل يسأل مديره وجاره وصديقه ومن عرفه .. هل يدخن وهل لديك مانع في ذلك .. فلتعلمي أن الدخان يعطي الفم رائحة منتنة وقبيحة ويجعل النفس مقززا ويجعل مملكتك النظيفة غاية في التلوث حيث تمسك الرائحة في الشعر والملابس والمفروشات وفي كل شيئ وطبعا لا ننسى العيون المصفرة قليلا تشاركها الأسنان والأظافر واسمرار الفم وخطره على صحته وصحتك خصوصا لو كان مدخنا من مدة طويلة...
وهناك أمر آخر يختلف من فتاة لأخرى .. زميلة لي تقدم إليها شاب وعلى وصفها هيئته توضح أنه واثق الشخصية ومعتد بنفسه وما إلى ذلك وقد جاء ليراها وهي من النوع الذي لا يحب المجاملات فحاولت أن تستشف شخصية محدثها بعدة طرق فسألته عدة أشياء لتتبين أن الرجل لا يمشي خطوة إلا بعد أن يسأل أمه ..! أعني حتى لا يستطيع أن يجاوب على عدة أشياء تخصه إلا مع تدخل أمه فلاحظت أنه ينظر لوالدته كثيرا فترد هي أو يسأل أمه هل أفعل كذا أو تقول له أمه رد على هذا السؤال أو أمي حددت لي ما أفعل (مثلا في دراسة أو عمل) وهكذا ...! أي أن الرجل بلا شخصية واضحة بل يعتمد على أمه كل الاعتماد وكأنه مازال طفلا .. طبعا كل أم فوق الرأس لكن أنت تريدين رجل يعتمد عليه ذو مسؤولية ولا تنتظرين رجلا يتصل على أمه ليعرف ماذا يفعل أو ينتظر منك أنت أن تفعلي.. طبعا رفضت زميلتي الرجل رغم امتلاكه مواصفات جيدة عديدة لكن لم تفعل مثل البعض الذي تهمل عدة جوانب مهمة لتأتي على رأسها فيما بعد.
~ الخلاصة ~
الأمور المهمة في نظري .. لكلا الطرفين
طبعا لن تتم النظرة الشرعية إلا بعد أن يتأكد أهلك كل التأكد من الرجل وأهله ويوافقون عليه تماما فأنت لست تحفة يراك كل من يريد ..
ثم تأتي النظرة الشرعية وإن حدث أن تكلمت معه أم لم تستطيعي بإمكانك توصيل ما تريدين معرفته لأبيك أو أخيك أو وليك ليسأله ويعرف ما يدور مع أني أفضل لو كنت أنت نفسك فأحيانا كل شخص لديه وجهة نظر.
ثم يأتي القرار .. والقرار بيدك أنت من ستتزوج لكن أرجو قبل أن تقرري أن تحددي محاسنه وسيئاته أو إيجابياته وسلبياته وهل ستستطيعين العيش معها أم لا مثلا .. دينه و أخلاقه و شخصيته وتعامله و ثقافته وعاداته و شكله.. وقارنيها بنفسك بدينك وأخلاقك وشخصيتك وثقافتك وعاداتك وشكلك ..
قسمي حتى في دينه أقسام
متشدد,متدين , متوسط, معتدل,عادي,رايح فيها
يصلي في المسجد, يصلي في المنزل, يؤخر الصلاة,يصلي بعض الصلوات ,يصلي إذا تذكر ,لا يصلي إطلاقا...
ومن المهم جدا أن تعلمي إن كان بخيلا أم لا فهذه مشكلة مأساوية للغاية ولا أدري كيف لك أن تعلمي ربما أن تسألي من حوله .. أعرف واحدة عقد قرانها وذهبت معه إلى السوبر ماركت حيث كان يريد شراء بعض الأشياء .. وفي أيام الملكة من المعروف أنه يكثر تدليع الرجل لخطيبته من مختلف النواحي لكن ماذا حصل عندما وصلوا إلى المحاسب قام بتقسيم الأشياء حسب ما اختار وما هي اختارت وقال حاسبي عن نفسك ...!!! لهذه الدرجة لم يستطيع أن يحاسب عنها ولم تكن ما اشترته كثيرا لكن هذا دل على بخله .. ما أعلمه أنها عرفت عنه أيضا أمور أخرى تدل على بخله فانفصلا
وهلم جرا على بقية الأشياء ..
أهم شيء أبعد/أبعدي الشفقة عن رأسك .. فالشفقة ستكون عليك/عليكِ حين تنفصلا
آن لك الآن أن توافقي أو أن ترفضي
فأحسني الاختيار ...
موفقين ،،